ما أهمية النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء؟
تُعد بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام إحدى أكثر الأدوات فعاليةً في العالم لمساعدة الدول على تخطي التحديات التي تنطوي عليها مرحلة الانتقال من النزاع إلى السلام. وتقود إدارة عمليات السلام 12 بعثة تضم ما يقارب 80,000 من الأفراد النظاميين والمدنيين.
وكجزءٍ من مبادرة العمل من أجل حفظ السلام التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة في عام 2018 لتعزيز عمليات حفظ السلام، فإن من الأهمية بمكان تحسين الكيفية التي تقوم فيها بعثات حفظ السلام بتقييم وإظهار تأثيرها على أرض الواقع، لا سيما أثناء تنقلهم في مشاهد سياسية وأمنية معقدة ومتغيرة. ويُعد الفهم الأفضل لمساهمة البعثة في التغيير وتقييم الأداء من أولويات عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
يُعد النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء () أول أداةٍ لربط التخطيط لعمليات حفظ السلام والبيانات الخاصة بها ونتائجها وإعداد التقارير عنها، بما يضمن استناد تلك العمليات إلى معلومات مستمدة من عمليات تقييم الأثر القائمة على الأدلة. وقد تم الآن اعتماد النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء في جميع البعثات، وهو يمكّن عمليات حفظ السلام من اتخاذ قرارات مدروسة قائمة على الأدلة لكي تتمكن البعثات من تنفيذ الولايات بشكلٍ أكثر فعاليةً.
ما هو النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء؟
إن النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء هو عملية قائمة على منصة وتهدف إلى تقديم الدعم للبعثات في تطوير الخطط مع الموظفين المدنيين والعسكريين وأفراد الشرطة لتنفيذ ولايتها وتقييم التأثير بمرور الوقت باستخدام البيانات والتحليلات. ويساعد النظامُ البعثات على تقييم أدائها وتقديم توصيات إلى صناع القرار وقيادة البعثات حول كيفية تعزيز فعالية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لتحقيق أهداف السلام والأمن بشكلٍ أفضل. كما يدعم التقارير القائمة بشكلٍ أكبر على الأدلة والاتصالات مع الدول الأعضاء والجهات المانحة والشركاء الآخرين. وباختصار، يساعد النظامُ البعثات على تعزيز تأثيرها وإظهاره.
أثر النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء
إظهار الأثر:
- إعداد التقارير: يساعد النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء على زيادة الاستفادة من البيانات والتحليلات لإعداد التقارير للدول الأعضاء وغيرها
- الاتصالات: يمكن للنظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء تعزيز الاتصالات الاستراتيجية، وذلك من خلال مساعدة البعثات على إظهار تأثيرها بشكلٍ أكثر وضوحاً للشركاء وأصحاب المصلحة، ومساعدتها على مكافحة المعلومات الخاطئة والمضللة
تعزيز الأثر
- التخطيط والتقييم: تعتمد جميع عمليات حفظ السلام خططاً متكاملة بشأن الأفراد النظاميين والمدنيين لتنفيذ ولايتها، والتي يمكن أن تقوم بتحديثها تبعاً للتغيرات في الظروف
- تعزيز العمليات: تتيح تقييمات النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء لموظفي البعثة العمل معاً لوضع توصيات لتعزيز العمليات، وذلك بالاستناد إلى معلومات قائمة على البيانات والتحليلات. ونتيجةً لذلك، تقوم البعثات أيضاً باستمرار باستخلاص الدروس المستفادة وتكييف الأنشطة بحسب تلك التي تترك الأثر الأكبر
مواءمة العمليات وتعزيز المساءلة عن الموارد:
- الميزانية القائمة على النتائج: يساعد النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء البعثات على تعزيز توجه الميزانيات القائمة على النتائج نحو تحقيق الأثر، مما يحسين الشفافية والمساءلة أمام الدول الأعضاء
قصص من الميدان
استخدمت البعثات النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء لإظهار تأثيرها وتحسين تخطيطها بعدة طرق.
بدأت قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص عملية استخدام النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء لدعم تقارير الأمين العام المقدمة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال صحيفة وقائع، والتي تعرض رسوماً بيانية تعزز التحليل الوارد في نص التقرير.
ومنذ ذلك الحين، سارت ست بعثات أخرى على نفس الخطى وأصدرت صحائف وقائع خاصة بها تسلط الضوء على عملها والوضع الأمني، ويمكن رؤية بعض الأمثلة على ذلك في تقرير التقييم لعام 2022 [EN].
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أول بعثة تدرج بيانات مرئية في نص تقرير الأمين العام ذاته، مستخدمةً البيانات التي جمعها النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء لإظهار عملها.
وفي الوقت ذاته، ومن أجل التخطيط المستقبلي، مكّن النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء العمليات من صياغة خطة بعثة متكاملة تجمع جميع المكونات معاً. وكانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى أول بعثة تنفذ هذا العمل الجماعي بشكلٍ كامل، تليها البعثات الـ 11 المتبقية التي استخدمت إطار النظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء، إما باعتباره جوهر خطة البعثة، أو كاستراتيجية للرصد والتقييم لتنفيذ خطة البعثة.
ومن أجل تعزيز التعاون، تعاونت عمليات حفظ السلام التابعة لنا في الشرق الأوسط وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، وذلك بهدف تشكيل مجموعة عمل معنيّة بالنظام الشامل للتخطيط وتقييم الأداء بغرض مناقشة العناصر المشتركة وتنسيق تبادل المعلومات. وتم في جميع البعثات تجميع البيانات ذات الصلة مركزياً، مما يسمح لموقع واحد بمشاهدة حالة البعثة بأكملها، ودعم اتخاذ القرار.