وقد تمكنا من بناء سجل حافل من انجازات حفظ السلام على مدار أكثر من 70 عام من تواجدنا، بما في ذلك حصولنا على جائزة نوبل للسلام.
ومنذ 1948، ساعدت الأمم المتحدة في إنهاء النزاعات وتعزيز المصالحة من خلال إجراء عمليات ناجحة للحفاظ على السلام في عشرات الدول، مثل كمبوديا، والسلفادور، وغواتيمالا، وموزمبيق، وناميبيا، وطاجيكستان.
وقامت بعثة الأمم المتحدة للحفاظ على السلام تغييرات حقيقية في العديد من الأماكن الأخرى بواسطة عملياتها المنتهية أو المستمرة، مثل سيراليون، وبوروندي، وكوت ديفوار، وتيمور الشرقية، وليبيريا، وهايتي، وكوسوفو. وذلك من خلال توفير الضمانات الأساسية للأمان والاستجابة للكوارث، فقد دعمت عمليات الأمم المتحدة التحولات السياسية وساعدت في دعم المؤسسات الجديدة الهشة. وساعدت كذلك الكثير من الدول على الانتهاء من مراحل النزاعات، والاتجاه إلى مسار التنمية الطبيعية، حتى وإن ظل هناك تحديات رئيسية لعملية السلام.
وفي حالات أخرى، واجهت بعثات الأمم المتحدة الكثير من التحديات، على سبيل المثال في الصومال، ورواندا، ويوغسلافيا السابقة في أوائل فترة التسعينيات. وقدمت هذه الانتكاسات دروس هامة للمجتمع الدولي عند تقرير نشر ودعم قوات حفظ السلام للأمم المتحدة باعتبارها أداة لاستعادة والحفاظ على السلام والأمان الدولي.
ما هي العوامل المطلوبة للنجاح؟
أوضحت التجارب السابقة أن هناك العديد من العوامل الضرورية لنجاح عمليات حفظ السلام. وهي:
- الاسترشاد بمبادئ الموافقة والحياد وعدم استخدام القوة إلا في حالات الدفاع عن النفس والدفاع عن البعثة
- النظر إلى هذه البعثات على انها مشروعة وموثوق بها، وخاصة من وجهة نظر السكان المحليين
- تعزيز الملكية القومية والمحلية لعملية السلام في البلد المضيف
وتتضمن بعض العوامل الأخرى الهامة والمساعدة في تحقيق النجاح ما يلي:
- الالتزام الحقيقي بالعملية السياسية بواسطة الأطراف الساعية لتحقيق السلام (يجب أن يكون هناك سلام للحفاظ عليه)
- التفويض الواضح والموثوق به والقابل للتحقيق، مع تحقيق الموائمة مع الأفراد والخدمات اللوجستية الموارد المالية
- توحيد الهدف بداخل مجلس الأمن، مع الدعم الفعال لعمليات الأمم المتحدة في هذا المجال
- التزام البلد المضيف بعدم عرقلة عمليات الأمم المتحدة ومنحهم حرية التحرك
- المشاركة الداعمة من البلدان المجاورة والجهات الفاعلة الاقليمية
- النهج المتكامل للأمم المتحدة، والتنسيق الفعال مع الجهات الفاعلة الأخرى على أرض الواقع، والتواصل مع سلطات وشعب البلد المضيف
- أقصى درجات الحساسية تجاه السكان المحليين والحفاظ على أعلى معايير المهنية والسلوك الجيد (يتعين على قوات حفظ السلام تجنب دخولهم بأي مشكلة).
قصة حديثة: نجحت عمليات الأمم المتحدة في كوت ديفوار في استكمال مهمتها في 30 حزيران/يونيو 2017.