حماية المدنيين هي مسؤولية تشمل جميع قطاعات بعثة حفظ السلام، من وظائف مدنية، وعسكرية ووظائف شرطية. في كثير من الحالات، تكون لدى بعثات حفظ السلام مُخولة باستخدام جميع الوسائل الضرورية التي قد تصل يصل إلى وتشمل استخدام القوة القاتلة، لمنع أو للرد على التهديدات بالعنف الجسدي ضد المدنيين، في حدود قدراتها ومناطق العمليات، ودون المساس بمسؤولية الحكومة المُضيفة.
ولولاية حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام مجموعة من المبادئ:
- حماية المدنيين هي المسؤولية الأساسية للحكومات.
- قوات حفظ السلام المكلفة بحماية المدنيين لها سلطة ومسؤولية توفير الحماية في حدود قدراتها ومناطق انتشارها حيثما تكون الحكومة غير قادرة أو غير راغبة في حمايتهم.
- ولاية حماية المدنيين هي نشاط لكل البعثة، وليست مهمة عسكرية فقط، ولهذا هي مهمة نشطة طوال الوقت.
- تتم حماية المدنيين بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإنسانية واحترام المبادئ الإنسانية.
- تتفق ولاية حماية المدنيين مع مبادئ حفظ السلام، بما في ذلك موافقة الدولة المضيفة، وتنفيذ الولاية بنزاهة، وعدم استخدام القوة إلا دفاعًا عن النفس، أو بإذن من مجلس الأمن.
- ولاية حماية المدنيين الولاية هي أمر ذات أولوية، عملاً بقرارات مجلس الأمن.
كيفية اضطلاع البعثات بمهمات حماية المدنيين؟
تبعًا لطبيعة الخطر الذي يتهدد المدنيين، تقوم البعثة بمجموعة من المهام بما في ذلك المشاركة مع أطراف الصراع والمجتمعات المتضررة منه، وتوفير الحماية المادية وإنشاء بيئة محمية كذلك.
- تشارك جميع أطراف البعثة في الحوار وتأييد الحل السياسي، مثل تقديم الدعم للمصالحة، واتفاقات السلام أو الوساطة، والاتصال مع الحكومة، أو حل الصراعات المحلية. وحتى إذا كانت هذه الجهود ليست واضحة دائمًا، لا يجب التقليل من أهمية هذا العمل الذي يهدف إلى دعم الحكومة المُضيفة في مهامها في حماية المدنيين.
- تتخذ قوات حفظ السلام أيضًا إجراءات لتوفير الحماية الجسدية، عادة عن طريق ردع الهجمات على المدنيين، من خلال القيام بدوريات نشطة ولكن عيها عد استخدام القوة إلا إذا لزم الأمر.
- وأخيرًا، تقوم بعثات حفظ السلام أيضًا بالمهام التي تدعم إنشاء بيئة حمائية التي تُزيد الأمن وتحمي المدنيين من العنف. وتشمل هذه المهام تعزيز قدرات الحكومة المُضيفة على الحماية من خلال سيادة القانون وإصلاح قطاع الأمن. على أفراد البعثة المشاركة أيضًا في بناء قدرات السلطات الوطنية لتعزيز واحترام حقوق الإنسان، ومنع والتصدي للعنف ضد الأطفال، والعنف الجنسي، والعنف القائم على النوع.
مستشارو حماية المدنيين
يلعب جميع أفراد عملية حفظ السلام، بما في ذلك الموظفين المدنيين والعسكريين والشرطيين، دورًا في حماية المدنيين. يدعم العاملين المخلصين، بما في ذلك استشاري حماية المدنيين ذو خبرة، تنفيذ هذه الولاية ويتأكدون من تعميم موضوع حماية المدنيين ووضعه في الأولوية على النحو المناسب ضمن البعثة. يضطلعون بمهام استشارية، تنسيقية، وبالرصد والإبلاغ. وعلى وجه التحديد، يكون استشاري حماية المدنيين ذو الخبرة مسؤولاً عن العمل مع أطراف البعثة المختلفين لتطوير وتحديث تقييمات تهديد المدنيين بانتظام، وإنشاء هياكل تنسيقية لحماية المدنيين، وتطوير استراتيجية حماية المدنيين على نطاق البعثة.
إدارة عمليات السلام وإدارة الدعم العملياتي في نيويورك يعطيان اهتمامًا كبيرًا لمساعدة جميع أفراد حفظ السلام على الاضطلاع بدورهم في حماية المدنيين بفاعلية وكفاءة من خلال:
- إسداء المشورة لجهات صنع القرار في الأمم المتحدة مثل مجلس الأمن والجمعية العامة حول الأخطار التي تهدد المدنيين في المناطق التي تنتشر فيها قوات حفظ السلام.
- وضع السياسة العامة والإرشادات الخاصة بتقديم المعلومات للبعثات القائمة على تنفيذ ولاية حماية المدنيين.
- دعم البعثات في وضع استراتيجيات شاملة لحماية المدنيين استناداً إلى احتياجات وحالة المُهمة، مما يساعد على تسخير جميع الموارد المتاحة للقيام بالمهمة.
- وضع الدورات التدريبية الخاصة بحماية المدنيين التي تستهدف أفراد البعثة قبل نشرها، فضلاً عن تلك التي تستهدف بعثات حفظ السلام المنتشرة بالفعل. وتستهدف هذه الدورات تطوير أداء العسكريين، والشرطيين والموظفين المدنيين.
المهام المستمرة المتعلقة بحماية المدنيين
عشرات الآلاف من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يعرضون أنفسهم للأذى كل يوم من أجل حماية المدنيين من آثار العنف الجسدي. بعض الأعمال المستمرة التي تضطلع بها قوات حفظ السلام تشمل:
- توفير الحماية الجسدية لمئات الألاف من الأشخاص المُشردين داخليًا في مواقع حماية المدنيين، كالتي في جنوب السودان.
- نشر المزيد من الأفراد العسكريين والمدنيين عند اندلاع أزمة لتوفير الحماية، ورصد انتهاكات حقوق الإنسان وتهيئة بيئة مواتية للمساعدة الإنسانية مثلما جرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
- تطوير الآليات، بما في ذلك نظم الإنذار المبكر، وشبكات إنذار المجتمع، ونُظم الاتصالات في المجتمع، والإعلام ونظم الإبلاغ.
عقبات تنفيذ ولاية حماية المدنيين
تواجه عمليات حفظ السلام تحديات في تنفيذ هذه المهمة والمعقدة:
- كثيرًا ما نقوم بحماية المدنيين في ظروف قاسية وفي تضاريس الصعبة، بموارد محدودة، وحيثما لا ترغب أو تعجز الجهات الأخرى في القيام بدورها.
- وكثيراً ما يتم نشر قوات حفظ السلام وسط توقعات غير واقعية بأن يكونوا قادرين على حماية جميع المدنيين في جميع الأوقات.
- الطابع الديناميكي للأماكن التي نعمل فيها يعني أنه يمكن تغير الوضع الأمني بشكل سريع جدًا.
حماية المدنيين ليست مسؤولية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحدها. فالدول تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية المدنيين، وحفظة السلام ليسوا بديلاً عن الالتزام السياسي للتصدي للأسباب الجذرية للصراع والعنف. حماية المدنيين هو جهد مُنظم يشمل:
- الدولة المُضيفة التي تتحمل بشكل أساسي المسؤولية عن حماية المدنيين.
- مجلس الأمن الذي يعي ولايات حماية المدنيين.
- إدارة عمليات السلام وإدارة الدعم العملياتي المسؤولان عن وضع الخطط، ونشر القوات، وإدارة عمليات السلام.
- البلدان المساهمة بقوات عسكرية وشرطية التي توفر الأفراد لعملياتنا.
- قوات حفظ السلام على الأرض التي تقوم بتنفيذ الولاية الممنوحة لها.
- المنظمات الإنسانية على أرض الواقع.
- السكان المحليون، الذين يقدمون معلومات هامة وخطط حرجة.