أثبتت عمليات حفظ السلام أنها أكفأ الأدوات المتاحة للأمم المتحدة لمساعدة البلدان المضيفة على شق الطريق الصعب من الصراع إلى السلام.
وتنفرد عمليات حفظ السلام بتمتعها بنواحي قوة، بما في ذلك الشرعية، وتقاسم الأعباء، وبقدرة على نشر القوات وأفراد الشرطة من جميع أنحاء المعمورة، والاحتفاظ بهم، ودمجهم في حفظة السلام المدنيين من أجل النهوض بولايات متعددة الأبعاد.
ويوفر حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة الأمن، ويقدمون الدعم السياسي، والدعم اللازم لبناء السلام، لمساعدة البلدان على التحول المبكر الشاق من الصراع إلى السلام.
وتهتدي عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بثلاثة مبادئ أساسية، هي كما يلي:
- موافقة الأطراف.
- الحياد.
- عدم استعمال القوة إلا دفاعاُ عن النفس ودفاعاُ عن الولاية.
وعمليات حفظ السلام مرنة، وقد اتخذ نشرها في العقدين الماضيين أشكالا كثيرة. وهناك في الوقت الراهن 11 عملية سلام تابعة للأمم المتحدة منتشرة في أربع قارات.
وعمليات حفظ السلام المتعددة الأبعاد اليوم لا يُطلب منها فقط صون السلام والأمن بل أيضا تسهيل العملية السياسية و حماية المدنيين والمساعدة في نزع سلاح المحاربين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم، وتقديم الدعم لتنظيم الانتخابات، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، والمساعدة في استعادة سيادة القانون.
وتحقيق النجاح ليس مضموناً مطلقاً، لأن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تذهب، بحكم تعريفها تقريبا، إلى أصعب البيئات من الناحية المادية والسياسية. ومع ذلك، فقد أنجزنا سجلا من النجاح على مدى السنوات الستين من وجودنا، بما في ذلك الفوز بجائزة نوبل للسلام..
ولطالما اتسم حفظ السلام بدينامية عالية، وتطور في مواجهة تحديات جديدة. وأنشأ الأمين العام السابق بان كي - مون فريقا مستقلا رفيع المستوى معنيا بعمليات الأمم المتحدة للسلام يتألف من 17 عضوا، وذلك لإجراء تقييم شامل لعمليات الأمم المتحدة للسلام في الوقت الراهن، وللاحتياجات التي ستنشأ مستقبلا.
الشراكة العالمية
يمثل حفظ السلام التابع للأمم المتحدة شراكة عالمية فريدة. فهو يضم الجمعية العامة ومجلس الأمن، والأمانة العامة والبلدان المساهمة بقوات وأفراد شرطة، والحكومات المضيفة في إطار جهد مشترك للحفاظ على السلام والأمن الدوليين. وتكمن نقاط قوته في شرعية ميثاق الأمم المتحدة وفي المجموعة الكبيرة للدول المساهمة التي تشارك وتقدم الموارد الثمينة.