يتطلب النشر العاجل لآلاف الأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والعسكريين قدراً كبيراً من الدعم اللوجستي. وغالباً ما يعمل أفراد حفظ السلام في أماكن يصعب الوصول إليها في العالم وفي الدول ذات البنية التحتية الضئيلة جداً، مما يتطلب أن تقوم معظم فرق عمليات السلام بتوليد الطاقة الكهربائية الخاصة بها واستخدام أسطول من المركبات والطائرات لإدارة العمليات والخدمات اللوجستية، والتي تنبعث منها غازات الدفيئة وتسبب تلوثاً محتملاً للتربة.
تنتج العمليات الكبيرة أيضاً الكثير من النفايات الصلبة (خطرة وغير خطرة) وتتطلب استخدام المياه الصالحة للشرب وغير الصالحة للشرب، وبالتالي تنتج مياه صرف صحي. يمكن أن تؤثر النفايات الناتجة هذه سلباً على بيئة البلد المضيف إذا لم يتم التعامل معها بشكلٍ صحيح.
في بعض الأماكن مثل شمال مالي، حيث تعد المياه مورداً نادراً، قد ينظر المجتمع المحلي لبعثة الأمم المتحدة على أنها منافسٌ له على الموارد المتوفرة.
تدرك عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هذا الضرر المحتمل، وقد طورت سياسة شاملة لإدارة القضايا البيئية مع إدارة الدعم العملياتي التابعة للأمم المتحدة (DOS). كما تقوم دائرة خدمات الرقابة الداخلية بتنفيذ استراتيجية للإدارة البيئية مدتها ست سنوات بهدف أن تحقق بحلول شهر حزيران/يونيو 2023 رؤيتها لدعم نشر "البعثات المسؤولة التي تحقق أقصى قدر من الكفاءة في استخدامها للموارد الطبيعية وتعمل بأقل قدر من المخاطر على الناس والمجتمعات والنظم البيئية؛ لتساهم في إحداث تأثير إيجابي عليها حيثما أمكن ذلك".
ومنذ بدء الاستراتيجية، قدمت شعبة خدمات الرقابة لمختلف بعثات حفظ السلام منهجيات مصممة خصيصاً لتقييم مخاطر المياه المستعملة والنفايات الصلبة؛ لذا يمكن لكل بعثة إجراء تقييمات للمخاطر في الموقع بشكلٍ منتظم وتنفيذ أي إجراءات تصحيحية مطلوبة على الفور. يتم الإبلاغ عن هذا العمل رسمياً من قبل البعثات مرتين في السنة من خلال التطبيق الإلكتروني* (أداء تخطيط العمل البيئي) وهو تطبيق جديد يعمل عبر شبكة الإنترنت.
في قوة الأمم المتحدة المؤقتة، في جنوب لبنان، اجتمعت جهات التنسيق من 15 بعثة خلال أسبوع يوم المياه العالمي 2019 للتدريب على محطات معالجة مياه الصرف الصحي عالية القدرة. وفي العام التالي، طبقت عدة بعثات ما تعلمته في تلك المناسبة.
وفي عام 2019، كانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أول مهمة تجرب تطبيق تقييم المخاطر البيئية (حالياً لمخاطر مياه الصرف الصحي) (ERAw²) ميدانياً. يُستخدم التطبيق لتسهيل تحديد مخاطر مياه الصرف الصحي مباشرةً في الموقع، من خلال تمكين جمع البيانات في الوقت الحقيقي جنباً إلى جنب مع المعلومات الجغرافية المكانية.
ومنذ عام 2018، طور مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال خطته لإدارة النفايات، والتي تهدف إلى تقليص المصدر وتعظيم استعادة النفايات من خلال إعادة التدوير. تعتمد البعثة الآن على نفسها بشكلٍ كامل حيث يتم حرق معظم النفايات غير القابلة لإعادة التدوير وغير الخطرة داخل مرافقها. كما أن مكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال يعدُّ رائداً في مجال تنفيذ مفهوم ساحات إدارة النفايات المركزية، إلى جانب قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي.
لمزيدٍ من المعلومات حول جهودنا للحد من بصمتنا البيئية والمزيد من الأمثلة على الممارسات الجيدة، يرجى زيارة صفحات الدعم الميداني للأمم المتحدة بشأن البيئة.
* التطبيق الإلكتروني: تم إطلاق هذا التطبيق، الذي حل محل صيغة إكسل السابقة لخطة العمل البيئية على نطاق البعثة (MEAP)، اعتباراً من شهر تموز/يوليو 2020. برنامج التطبيق الإلكتروني عبارة عن منصة مخصصة عبر الإنترنت لفرق عمليات السلام لاستخدامها في تحسين أدائها البيئي وإدارة المخاطر. وهو يوفر أدوات لجمع البيانات والتحقق من صحتها والموافقة عليها وإعداد التقارير، فضلاً عن التحليلات والتصورات لدعم اتخاذ القرار