مرحبا بكم في الأمم المتحدة

الكلمة الافتتاحية لرئيس اليوناميد، جيريمايا مامابولو، في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالخرطوم

تصوير محمد نور الدين.

الكلمة الافتتاحية للمثل الخاص المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة،

جيريمايا مامابولو، في المؤتمر الصحفي

الذي عقد بالخرطوم في تمام الساعة 10:30 من صباح يوم 2 ديسيمبر 2018 بمكتب تنسيق البعثة بالخرطوم

 

أسعدتم صباحاً سيداتي سادتي

يسرني أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الصحفي الذي يُعلن عن نهاية عام حافل بالأحداث بالنسبة لليوناميد. وقبل أن أبدأ، أود أن أعرب عن فائق تقديري للأجهزة الإعلامية لاهتمامها الدائم بتسليط الضوء على الأحداث في دارفور وعلى إبقاء الاقليم على الأجندة الدولية مع الحرص على التأكيد على تنوير المجتمع بكافة التطورات.

السيدات والسادة،

كما تعلمون فإن اليوناميد تواصل خفض مكوّناتها، وبالتالي فإن ذلك يتطلب إعادة هيكلة لعملياتها على الأرض بحسب التفويض الذي أقره قرار مجلس الأمن الدولي 2429. تنفذ البعثة نهجاً ثنائي الأبعاد، أي حفظ السلام في منطقة جبل مرة والعمل على استقرار الأوضاع في بقية أنحاء دارفور.

إن عملية إعادة الهيكلة الجارية الان تعني تغييرات أساسية في عمليات البعثة، لا سيما التقدم الكبير الذي تم في الجزء الأخير من 2018. اعتباراً من الأمس فإن مكتبي يعمل الآن من الخرطوم وذلك تمشياً مع متطلبات قرار مجلس الأمن الدولي 2429. وبالمثل فإن رئاسة البعثة بزالنجي تبدأ عملها اعتباراً من 1 ديسمبر 2018. وسيكون تدشين عمل رئاسة البعثة الجديدة بزالنجي في الأيام القليلة القادمة.

وعلى الرغم من أن مقر عملي الآن هو الخرطوم – حيث يتطلب ذلك دوري الآخر ككبير للوسطاء للعمل كميسر لتنفيذ بنود وثيقة الدوحة للسلام في دارفور – إلا أنني سأقضي وقتاً أكبر في دارفور. وبالنسبة لي فإنه لأمر أساسي لنجاح جهودي كوسيط أن أكون لصيقاً جداً بأطراف النزاع وبأهل دارفور عموماً.

السيدات والسادة،

يسرني أن أعلن أنه وتمشياً مع استراتيجية خروج البعثة، أن اليوناميد قد سلمت ثمان مواقع ميدانية لحكومة السودان، وهي السريف وأم برو وكورما في شمال دارفور، ولبدو وشعيرية في شرق دارفور، ومُكجر في وسط دارفور، ومستيري ومورني في غرب دارفور. وهنالك موقعان آخران، برام وقريضة، في قطاع الجنوب سيتم تسليمهما قبل نهاية ديسمبر.

وبالمثل فقد قامت اليوناميد بتسليم حكومة السودان ثلاثة مراكز لشرطة أمن المجتمع، هي السلام وعطاش ودريج في قطاع الجنوب في شهر أكتوبر.

وبالنسبة لمقار رئاسة القطاعات الثلاث، الضعين والجنينة ونيالا، فإن الاستعدادات تجري على قدم وساق لإغلاقها تماماً في 30 يونيو 2019.

السيدات والسادة،

 وفي المناطق التي ستنسحب منها اليوناميد سنتبنى نهجاً يقوم على النظام الكلي الذي من شأنه أن يضمن أن فريق الأمم المتحدة القطري سيعمل مع البعثة لصالح استمرارية جهود إرساء دعائم الاستقرار. ومن المنتظر أن تبدأ مكاتب التنسيق الولائية عملها اعتباراً من يناير 2019 بقيادة شركاء فريق الأمم المتحدة القطري ذوي الاختصاص بدعم من الموظفين المدنيين وضباط الشرطة الذين توفرهم اليوناميد.

وبالنسبة لعمليات حفظ السلام بمنطقة جبل مرة، فإن البعثة قد أجرت عملية كبيرة في إعادة هيكلة المكوّن العسكري بحيث خفضت القوة بحوالي 3265 من الأفراد العسكريين بحلول 31 ديسمبر و 1420 فرداً آخرين بنهاية يونيو 2019 لتصبح قوة المكوّن العسكري 4050 فرداً بنهاية يونيو 2019.

سيظل المكوّن الشرطي كما هو عند سقف 2500 عنصراً، بمن فيهم وحدات الشرطة المكونة والضباط المتعاقدون. وستواصل شرطة اليوناميد عملها في تعزيز قدرات الشرطة السودانية عبر العديد من المبادرات التي تهدف إلى تقوية وتوسعة الوجود الشرطي السوداني في شتى أنحاء دارفور.

إلى ذلك فإن هنالك عمليات خفض للموظفين المدنيين يجري إنفاذها تزامناً مع التخفيضات أعلاه.

السيدات والسادة،

إن السلام في دارفور هو غايتنا الأعلى. وعليه سأستمر في دعم جهود الرئيس أمبيكي والآلية الإفريقية رفيعة المستوى لجلب أطراف النزاع لطاولة المفاوضات. وقد كانت آخر المحاولات هي اجتماع عقدته يومي 22-23 نوفمبر في أديس أبابا مع اثنتين من حركات دارفور غير الموقعة، حركة جيش تحرير السودان – مني مناوي وحركة العدل والمساواة - جبريل. كان الغرض من الاجتماع النظر في سبل ووسائل الإسراع في عملية ما قبل التفاوض ولوضع المفاوضات على قضايا دارفور على الطريق مرة أخرى.

وسنجتمع في برلين حيث من المأمول أن نوقع على اتفاق ما قبل التفاوض بين الحكومة والحركات الدارفورية. فإذا كان اجتماع برلين ناجحاً فسيعقبه اجتماع آخر في الدوحة لمناقشة المسائل الموضوعية. وكانت مشاورات ما قبل التفاوض قد اكتسبت زخماً خلال الأسابيع القليلة الماضية عبر عمل مشترك بين ألمانيا والولايات المتحدة وشخصي للوصول بالعملية لنهايتها المنطقية ولجعلها تنحو تجاه مشاورات تُفضي إلى محادثات شاملة تقوم على أساس وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. وقد عمل كافة الشركاء بجد واجتهاد لتحقيق ذلك، وكوسيط لابد لي أن أغتنم هذه السانحة لأشكرهم جميعاً على جهودهم. وأود أيضاً أن أعرب عن فائق تقديري لحكومة السودان ولحركة العدل والمساواة (جبريل) ولحركة تحرير السودان (مناوي) على صبرهم ومثابرتهم طوال العملية التفاوضية.

في هذه الاثناء، اود ان استغل هذه السانحة لادعوكم لحضور الجلسة الافتتاحية للاجتماع الرابع عشر للجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور والذي سيعقد في الخرطوم الأسبوع القادم.

السيدات والسادة،

لقد أحرزت البعثة تقدماً كبيراً فيما يتعلق بدعم التقوية المؤسسية لحكم القانون وبناء القدرات في الجوانب العدلية والإصلاحية كجزء من تفويضها الخاص بالاستقرار. وتماشيا مع اولياتها الاستراتيجية لدعم جهود حكومة السودان لبسط هيبة الدولة، قامت البعثة بدعم الحكومة في بناء وإعادة تأهيل المحاكم الريفية في مختلف محليات دارفور بما في ذلك مستيري في غرب دارفور، وهو مشروع مولته الحكومة الكندية.

لقد اكتمل بناء محكمة نيرتتي الريفية كما تعمل على بناء ثلاث محاكم ريفية في كل من أبو جابرة والفردوس ومهاجرية بشرق دارفور، وبليل في جنوب دارفور، وكلها مولتها اليوناميد.

بذلت البعثة مجهودات مكثفة في بناء قدرات العاملين في مجالات النيابة والسجون المنتشرة في دارفور وذلك كجزء من محور الاستقرار من التفويض.

 

وفي إطار مواردنا المحدودة، قمنا مؤخراً بتحسين الطريق الرابط بين نيرتتي وقولو مثلما قمنا سابقاً بتحسين الطريق الرابط بين كبكابية وقولو. هذه الطرق مفتوحة للحركة التجارية وخلقت فرصاً حقيقية للتنمية للمجتمعات التي تعيش حولها.

وقد أسهمت اليوناميد خلال فصل الخريف في سبتمبر من هذا العام في جهود الإغاثة في أعقاب السيول والانجرافات الطينية في وادي توليبا وتاقولي بمحلية كاس بجبل مرة حيث قام 70 من حفظة السلام، بمن فيهم 6 أطباء، بتوفير الرعاية الطبية وتوفير المساعدات العاجلة لحوالي 67 من الأسر المتأثرة (حوالي 380 شخصاً). لذلك أود أن أشكر سلطات حكومة السودان وحركة تحرير السودان (عبد الواحد) لتعاونهما في تيسير الوصول للمتأثرين.

وبالنظر لتحسن الأوضاع الأمنية في معظم مناطق دارفور، فإن المدنيين قد بدأوا في العودة لديارهم بعد سنوات من النزوح. غير أنه لابد من الإشارة إلى أن دارفور ما تزال تشهد موجات جديدة من النزوح، بالتركيز على جبل مرة حيث أدت المناوشات المتكررة بين المجموعات المسلحة غير الحكومية والقوات الحكومية النظامية إلى التأثير على المدنيين بالمنطقة. وقد نزح تقريباً حوالي 16000 شخص نحو عدد من المعسكرات والقرى بمختلف محليات جبل مرة في كل من جنوب ووسط دارفور، وهو ما يمثل زيادة نحو 4000 شخص منذ سبتمبر 2018.

وفي الختام أود، مرة أخرى، أن أناشد الحركات غير الموقعة، بما فيها حركة عبدالواحد، للمجيئ لطاولة التفاوض والانضمام للجهود الجبارة التي يبذلها المجتمع الدولي وكل الأطراف لتحقيق السلام في دارفور ولمساعدة أهل دارفور في التطلع نحو مستقبل أفضل.

السيدات والسادة، شكراً لاهتمامكم ولوقتكم. أتمنى أن تكون وتيرة حديثي إليكم أكثر تسارعاً.

وشكراً جزيلاً